البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

إن الفقه في الدين من أسمى علوم الشريعة وأشرفها، فبه يُعرَف الحلال والحرام، وبه يَعرفُ الناسُ أركانَ العبادات وواجباتها وسننها وكيفية أدائها، وبه يدرك الناسُ ما يجوزُ وما لا يجوز من المعاملات المختلفة؛ فبالفقه تحسُن علاقة العبد بربه، وتحسن علاقة العبد بغيره من العباد.

ومن المعلوم من لفظة (الفقه) أنه لا يعتمد فقط على حفظ النصوص وسعة الاطلاع، بل أيضًا على جودة الفهم وقوة الاستنباط، ومنهجية إعمال النصوص، وذلك أدَّى إلى اختلاف اجتهادات الناس في المسائلِ الفقهية، وأدى بالتالي إلى نشأة العديد من المذاهب الفقهية منذ فجر الإسلام، منها ما يسر الله له كثرة الأتباع ووضع له القبول فانتشر واستمر، ومنها ما اندثر ولم يُنقل منه إلا النزر اليسير.

وكان المذهب الحنفي أحد أقدم تلك المذاهب الفقهية الإسلامية التي كتب الله سبحانه لها القَبول والانتشار، وواحدًا من أهم مذاهب أهل السنة والجماعة الأربعة التي استمرت على مر العصور.