البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

تمهيد

المطلب الرابع ببليوجرافيا المصنفات التي اهتمت بالكلام عن أدب الفتوى

75 views

موضوع الفتوى وما يتعلَّق بها من الآداب والشروط يُمثِّل جانبًا مهمًّا مِن جوانبِ علم أصول الفقه، لذا فلا نكاد نجد كتابًا في علم الأصول يخلو من بحث هذا الجانب والحديث عنه؛ حيث خَصَّه الفقهاء بمباحثَ مستقلةٍ في كتبهم حَوْت مفرداتها، بل يمكن القول بأَنَّ مِن العلماء مَن أفردوا لها كتبًا مستقلة بذاتها، منفردة في مباحثها، ليجد كل طالب فيها مبتغاه.

ويوجد العديد من المصنفات التي تحدثت عن أدب الفتوى وأدب المفتي والمستفتي، ومن أقدم تلك المصنفات: كتاب “أدب المفتي والمستفتي” للصيمري (المتوفى: 386هـ)، و”الفقيه والمتفقه” للخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ)([1]).

وكذا كتاب: “أدب المفتي والمستفتي” لابن الصلاح (المتوفى: 463هـ)([2])، و”آداب الفتوى والمفتي والمستفتي” للنووي (المتوفى: 676هـ)، و”صفة الفتوى والمفتي والمستفتي” لابن حمدان (المتوفى: 695هـ)، بالإضافة إلى كتب أصول الفقه التي تفرد عادة بابًا لأحكام الإفتاء والاجتهاد، وكتب المقاصد مثل كتاب “الموافقات” للشاطبي.

ونشير إلى بيان أهم الكتب التي تناولت بالتفصيل أحكامَ الفتوى والمفتي والمستفتي، وأبانت فيها شروطَ المفتي وأوصافه وأحكامه، وصفة المستفتي وأحكامه، وآدابهما، وعن كيفية الفتوى والاستفتاء، وبيان شرف مرتبة الفتوى وخطرها.

أولًا: من مصنفات الفقهاء المتقدمين:

  • أدب المفتي والمستفتي: للإمام أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن الصلاح الشهرزوري، المعروف بابن الصلاح (المتوفى: 643هـ)، تحقيق: موفق عبد الله عبد القادر، الناشر: مكتبة العلوم والحكم -المدينة المنورة، الطبعة: الثانية، 1423هـ – 2002م، عدد صفحات الكتاب: 215 ورقة([3]).
  • آداب الفتوى والمفتي والمستفتي: للإمام أبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، (المتوفى: 676هـ)، تحقيق: بسام عبد الوهاب الجابي، الناشر: دار الفكر، دمشق، الطبعة: الأولى، 1408هـ، عدد صفحات الكتاب: 86 ورقة ([4]).
  • آداب الفتوى والمفتي والمستفتي: وهو باب في مُقدِّمة كتاب “المجموع شرح المهذب”، للإمام أبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، (المتوفى: 676هـ)، الناشر: دار الفكر، دمشق، الطبعة: الأولى، 1408م.
  • صفة المفتي والمستفتي: للإمام أبي عبد الله أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان النميري الحرَّاني الحنبلي، (المتوفى: 695هـ)، تحقيق: أبي جنة الحنبلي مصطفى بن محمد صلاح الدين بن منسي القباني، الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع، الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1436هـ – 2015م، عدد الصفحات: 429 ورقة ([5]).
  • أدب الفتيا: للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أحمد أبي بكر السيوطي الشافعي، (المتوفى: 911هـ)، تحقيق: محيي الدين هلال السرحان، الناشر: دار الآفاق العربية، القاهرة، الطبعة: الأولى، السنة: 1428هـ – 2007م، عدد صفحات الكتاب: 175 ورقة ([6]).
  • إعلام الموقعين عن رب العالمين: للإمام محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، تحقيق: محمد عبد السلام إبراهيم، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1411هـ – 1991م، عدد الأجزاء: 4.
  • تعظيم الفتيا: للإمام عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبي الفرج، (المتوفى: 597هـ)، تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان أبي عبيدة، الناشر: الدار الأثرية، عمان – الأردن، الطبعة: الثانية، السنة: 1427هـ – 2006م، عدد صفحات الكتاب: 133 ورقة.
  • ذُخْر المُحْتِي من آداب المفتي: للعلامة صديق حسن خان القِنَّوْجي الهندي، (المتوفى: 1307هـ)، تحقيق: أبي عبد الرحمن الباتني، قدم له: عبد القادر الأرناؤوط، الناشر: دار ابن حزم، بيروت، الطبعة: الأولى، السنة: 1421هـ، عدد صفحات الكتاب: 228 ورقة.

 

ثانيًا: من مصنفات العلماء المعاصرين:

  • إتحاف أهل التقوى بآداب وأحكام الفتوى: جمع وترتيب: نبيل بن أبي الحسن القيسي، الناشر: دار الإيمان ودار القمة، الإسكندرية – مصر، الطبعة: الأولى، السنة: 1428هـ – 2008م، عدد صفحات الكتاب: 208 ورقات.
  • أدب المستفتي: للأستاذ الدكتور علي جمعة، الناشر: دار السلام، القاهرة، الطبعة: الأولى، السنة: 2006م، عدد الصفحات: 32 ورقة.
  • الفتيا ومناهج الإفتاء: لمحمد سليمان عبد الله الأشقر، الناشر: مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، الطبعة الأولى، 1396هـ – 1976م، عدد صفحات الكتاب: 110 ورقات.
  • أصول الفتوى والقضاء في المذهب المالكي: لمحمد رياض، الناشر: مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء – المغرب، الطبعة: الأولى، السنة: 1416هـ – 1996م، عدد صفحات الكتاب: 629 ورقة.
  • أصول الإفتاء وآدابه: لمحمد تقي العثماني، الناشر: دار القلم، دمشق، الطبعة: الأولى، السنة: 2014م، عدد الصفحات: 408 ورقات.
  • الفتوى في الشريعة الإسلامية: مقدماتها، آدابها، إعداد الحكم الكلي لها، وقائعها، تنزيل الحكم على وقائعها، أصولها، إصدارها، آثارها: لعبد الله بن محمد بن سعد آل خنين، الناشر: مكتبة العبيكان، الرياض – السعودية، الطبعة: الأولى، السنة: 1429هـ – 2008م، عدد صفحات الكتاب: مجلدان، 983 ورقة.
  • الموسوعة في آداب الفتوى: أدب الفتوى وشروط المفتي وصفة المستفتي وأحكامه وكيفية الفتوى: جمعها وحققها وعلق عليها: أحمد بدر الدين حسون، حلب – سوريا، الطبعة: الأولى: 1420هـ – 1999م، عدد الصفحات: 560 ورقة.
  • أحكام الفتوى والمفتي والمستفتي: لجابر بن علي عبد الله أبو مدرة، إشراف: علي عبد الرحمن الحذيفي، رسالة دكتوراه في أصول الفقه غير منشورة، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السنة: 1410هـ، عدد الصفحات: 309 ورقات.

 

ثالثًا: أبحاث المؤتمرات العلمية والمجلات:

  • المستفتي وآدابه: لوليد بن خالد بسيوني، المؤتمر الخامس عشر لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، هيوست – الولايات المتحدة الأمريكية، عدد الصفحات: 41 ورقة.
  • ضوابط المستفتي وأحواله: للأمين عمر أبي فارس، مجلة الجامعة الأسمرية، ليبيا، العدد: 17، السنة: التاسعة، الصفحات: 85- 102.
  • آداب المفتي وسبل تحصيلها وانعكاسات إغفالها: إعداد: ميلود قرفة، وصالح زنداقي، الملتقى الدول الرابع: “صناعة الفتوى في ظل التحديات المعاصرة”، جامعة الوادي، معهد العلوم الإسلامية، لعام 1441هـ – 2019م.

والمُؤلَّفات في علم الفتوى كثيرة جدًّا ما بين عموم وخصوص، جمعها ببليوغرافيًّا الأستاذ الدكتور مسعود فلوسي في بحث له بعنوان: “الفتوى والإفتاء في مصنفات المتقدمين ودراسات المعاصرين: قائمة ببليوغرافية شاملة” حيث أحصى 308 مؤلفات في الفتوى والإفتاء بين كتابات المتقدمين، ومؤلفات الدارسين المعاصرين، والرسائل الجامعية غير المنشورة، وأبحاث المؤتمرات العلمية والمجلات الأكاديمية ([7]).

وننوه في هذا السِّياق: إلى أَنَّ كل مَن كتب في هذا المجال -أي: مجال الفتوى وأحكامها وشروطها وآدابها- قد بنى على مَن سبقه من كلام العلماء؛ فقد أفاد ابن الصلاح في كتابه “أدب المفتي والمستفتي” من العمل المبذول قبله من كتاب “أدب المفتي والمستفتي” للصيمري وكتاب “الفقيه والمتفقه” للبغدادي، وكتاب “جامع بيان العلم وفضله” لابن عبد البر، إلى غير ذلك مما كتبه أهل علماء الأصول في مصنفاتهم الأصولية: كالجويني، والغزالي، وغيرهم.

فقد أفاد ابن الصلاح من هذا العمل وأضاف إليه، وهذه هي القيمة العلمية في التواصل العلمي بين المتقدمين والمتأخرين، وإفادة الخَلَف من جُهْد السَّلَف والإضافة إليه.

إنَّ هذا التواصل العلمي بين أجيال علماء المسلمين هو الذي دفع الإمام النووي أيضا -كما أشارنا سابقًا- إلى اقتباس كتاب الصيمري، ثم الخطيب البغدادي، ثم ابن الصلاح، والإشادة بجهودهم والإضافة على ما ذكروه في كتيباتهم.

قال النووي: “وقد طالعتُ كتب الثلاثة، ولَخَّصت منها جملة مختصرة مستوعبة لكل ما ذكروه من المهم، وضممت إليها نفائسَ من متفرقات كلام الأصحاب”([8]).

ثم جاء الإمام ابن حمدان الحرَّاني فأخذ كتاب ابن الصلاح وضَمَّه في كتابه “صفة الفتوى والمفتي والمستفتي”، ثم جاء ابن القيم فأخذ كتاب ابن الصلاح وضمه في كتابه “إعلام الموقعين عن رب العالمين”، واستمرت حلقة التواصل العلمية بين الأجيال المتتابعة من علماء المسلمين، حتى جاء السيوطي فاقتبس من كتاب ابن الصلاح في كتاب “آداب الفتيا”.

وهكذا التواصل العلمي مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، لذا فسوف نبني في كتابنا هذا على القواعد والأصول التي رَسَّخها فقهاؤنا المتقدمون، وعلماؤنا المعاصرون لتقديم عمل مزج بين الأصالة والمعاصرة وبين التنظير والتنزيل.

([1]) حيث أفرد رحمه الله تعالى في نهاية كتابه عدة أبواب خصصها للحديث عن أحكام المفتي والمستفتي، منها على سبيل المثال لا الحصر: باب: القول فيمن تصدى لفتاوى العامة وما ينبغي أن يكون عليه من الأوصاف ويستعمله من الأخلاق والآداب. باب: ذكر شروط من يصلح للفتوى أول أوصاف المفتي الذي يلزم قبول فتواه. باب: أدب المستفتي أول ما يلزم المستفتي إذا نزلت به نازلة أن يطلب المفتي، إلى غير ذلك.

([2]) مع الإشارة إلى أن ابن الصلاح رحمه الله تعالى ليس هو أول من كتب في هذا المجال؛ فقد سبقه أبو القاسم الصيمري (المتوفى: 386هـ) في كتابه “أدب المفتي والمستفتي”، والحافظ الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ) في كتابه “الفقيه والمتفقه”، والإمام الحافظ ابن عبد البر (المتوفى: 463هـ) في كتابه “جامع بيان العلم وفضله”، وغير ذلك مما كتبه أهل الأصول في مصنفاتهم الأصولية: كالجويني، والغزالي، وأبي المظفر السمعاني، وأبي بكر القفال الصغير، وأبي إسحاق الإسفراييني، وأبي عبد الله الحليمي، وأبي إسحاق الشيرازي، وإلكيا الهراسي، وغيرهم كثير. انظر: مقدمة تحقيق كتاب أدب المفتي والمستفتي، لابن الصلاح، للدكتور/ موفق عبد الله عبد القادر، (ص 6).

([3]) ويرجع مقصود المؤلف من كتابه ومنهجه فيه كما ذكره في مقدمة الكتاب؛ فيقول رحمه الله تعالى: “تأليف كتاب في الفتوى لائق بالوقت، أفصح فيه إن شاء الله العظيم عن شروط المفتي، وأوصافه، وأحكامه، وعن صفة المستفتي وأحكامه، وعن كيفية الفتوى والاستفاء وآدابهما، جامعًا فيه شمل نفائس التقطتها من خبايا الروايا، وخفايا الزوايا، ومهمات تقر بها أعين أعيان الفقهاء، ويرفع من قدرها من كثرت مطالعاته من الفهماء، ويبادر إلى تحصيلها كل من ارتفع عن حضيض الضعفاء”.

([4]) والباعث على تأليف هذا الكتاب هو عموم الحاجة إليه كما أشار المؤلف رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه؛ حيث يقول: “اعلم أن هذا الباب مهم جدًّا، فأحببت تقديمه لعموم الحاجة إليه، وقد صنف في هذا جماعة من أصحابنا منهم أبو القاسم الصيمري شيخ صاحب الحاوي، ثم الخطيب أبو بكر الحافظ البغدادي، ثم الشيخ أبو عمرو بن الصلاح، وكل منهم ذكر نفائسَ لم يذكرها الآخران، وقد طالعت كتب الثلاثة، ولخصت منها جملة مختصرة مستوعبة لكل ما ذكروه من المهم، وضممت إليها نفائسَ من متفرقات كلام الأصحاب، وبالله التوفيق”.

([5]) وقال ابن حمدان في الباعث والداعي لتأليف هذا الكتاب: “أحببت أن أبين صفة المفتي والمستفتي، والاستفتاء والإفتاء، وشروط الأربعة، وما يتعلق بذلك من واجب، ومندوب، وحرام، ومكروه، ومباح؛ لينكف عن الفتوى أو يكف عنها غيرُ أهلها، ويلتزم بها كفؤها وبعلها، ويعلم حال السائل والمسؤول، ويمنع منها من لا حاصل له ولا محصول، وهو إلى الحق بعيد الوصول، وإنما دأبه الحسد والنكد والفضول”.

([6]) يقول السيوطي في مقدمة الكتاب: “هذا جزء أوردت فيه الأحاديث والآثار الواردة في أدب المفتي؛ ليعتمدها المُفْتُون، ولا يغتر المَفْتُون، والله الموفق”.

([7]) ينظر: الفتوى والإفتاء في مصنفات المتقدمين ودراسات المعاصرين قائمة بيليوغرافية شاملة، لـ أ.د. مسعود فلوسي، كلية العلوم الإسلامية، جامعة باتنة، بحث منشور في مجلة التبيان التي تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، العدد: 7 ، ديسمبر 2008م، (ص 51- 59).

([8]) آداب الفتوى والمفتي والمستفتي، للنووي، (ص 13)، مرجع سابق.

اترك تعليقاً