البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

الفصل الرابع أهمية وأهداف إدارة الموارد البشرية

66 views

تمهيد وتقسيم:

إدارة الموارد البشرية كما تبين معنا هي إدارة الموظفين والعاملين داخل المؤسسة وشئونهم من خلال سلسلة من السياسات والإجراءات(1) التي تهدف إلى الحصول على أقصى فائدة ممكنة من الكفاءات البشرية المتاحة داخل المؤسسة، واستخراج أفضل طاقاتها. ولذلك فعلى موظفي إدارة الموارد البشرية أن يكونوا مُلمين بشئون الموظفين وأحوالهم قدر الإمكان.

وتعتبر إدارة الموارد البشرية استثمارًا حقيقيًّا للعنصر البشري فيما إذا أُحسنت إدارته وتنميته، فمن خلاله يمكن تحقيق أهداف المؤسسة وزيادة إنتاجيتها؛ ولذلك يُعتبر الفرد العامل -في مفهوم تلك الإدارة- أحد موارد المؤسسة المهمة.

فالموظف والعامل ليس أجيرًا لدى المؤسسة، ولكنه أصل مهم من أصولها، لا يقل أهمية عن أي أصل آخر، مثل: أصول الشركة الثابتة، أو امتيازاتها، أو علاقاتها مع الآخرين، أو الحقوق الفكرية… إلخ.

وسوف نتناول في هذا الفصل أهمية وأهداف إدارة الموارد البشرية؛ من خلال المبحثين التاليين:

  • المبحث الأول: أهمية إدارة الموارد البشرية.
  • المبحث الثاني: أهداف إدارة الموارد البشرية.

1 السياسات: «هي ما يجب اتخاذه من قرارات». والإجراءات: «هي كيفية تطبيق ما تم اتخاذه من قرارات». فالسياسات ثابتة وأساسية ولا تتغير، أما الإجراءات فهي متغيرة وتُتخذ وفقًا للحالات والمواقف المختلفة.

أهمية إدارة الموارد البشرية

تكتسب إدارة الموارد البشرية كإحدى وظائف المؤسسة العصرية أهمية كبيرة، فهي إدارة لأهم وأغلى أصول المؤسسة وهي مواردها البشرية، إذ إن ما يميزها عن باقي هذه الأصول أنها أصول مفكرة، وهي في حالة المؤسسات الإفتائية تتمثل في (متصدري الفتوى، والباحثين الشرعيين). ويمكن إبراز أهمية إدارة الموارد البشرية من خلال الأمور التالية:

  • وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وتحفيزه بالشكل الذي يدفعه نحو بذل أقصى ما لديه من جهد. وهذا بدوره يؤدي إلى إنجاز النتائج المحددة داخل المؤسسة وتحقيق مستويات عالية من النجاح فيها. ففي المؤسسة الإفتائية قد نجد متصدرا للفتوى يصلح للفتوى الشفهية ولا يصلح للفتوى البحثية، والعكس صحيح، وهنا يأتي دور إدارة الموارد البشرية من خلال مؤشرات تقييم الأداء في وضع الشخص المناسب في الوظيفة التي يكون متوافقًا معها بشكل أكبر.
  • إدارة الموارد البشرية هي الجهة المنوط بها تحقيق التوازن بين حاجات الأفراد النفسية والاقتصادية والاجتماعية، وأهداف المؤسسة؛ مما يُساعد على خلق بيئة عمل تُحفز الأفراد وتشجعهم على تنمية واستغلال مهاراتهم.
  • تطوير الفرد العامل ورفع كفاءته، من خلال التدريب على أنظمة العمل داخل المؤسسة، ووضع خطة للتطوير، والتدرج الوظيفي.
  • المشاركة في وضع الاستراتيجيات والخطط والأهداف في أية مؤسسة، وممارسة دور فعال في تطبيق تلك الاستراتيجيات والخطط والأهداف، والرقابة عليها ومتابعتها.
  • تحفيز العاملين على أداء المهام المطلوبة منهم بالشكل الصحيح.
  • تقديم النصح والإرشاد للمديرين التنفيذيين -المتمثلين في أمناء الفتوى في المؤسسة الإفتائية- في جميع الجوانب المتعلقة بمتصدري الإفتاء والباحثين الشرعيين، ويساعد هؤلاء المديرين على صياغة وإدارة وتنفيذ السياسات وحل المشاكل المتعلقة بالأفراد العاملين.
  • المساعدة على تشخيص الفاعلية والكفاية التنظيمية من خلال المؤشرات القياسية المتعلقة بالأفراد العاملين، كقياس كفاية الأداء، ومعدل الغياب والتأخير.
  • مساعدة المديرين في كشف الصعوبات والمشاكل الأساسية المتعلقة بالأفراد العاملين والمؤثرة على فاعلية المؤسسة.
  • توفير جميع الإجراءات المتعلقة بالأفراد العاملين لضمان الإنتاجية الأفضل والأداء الأعلى. ومن هذه الإجراءات والخدمات: توصيف العمل، وإعداد وتهيئة الأفراد العاملين، وإعداد البرامج التدريبية، وإدارة الأجور والمرتبات.
  • خفض التكاليف المرتبطة بالموارد البشرية، من خلال التنبؤ الدقيق بالحاجات المستقبلية لكل وظيفة من وظائف المؤسسة؛ مما يؤدي إلى استثمار الطاقات البشرية بكفاءة وتقليل الفائض في بعض الوظائف.
  • توفير الكفاءات بشكل منسجم مع حاجات ومتطلبات المؤسسة؛ مما يرفع مستوى رضا العاملين عن أعمالهم.

المبحث الثاني

أهداف إدارة الموارد البشرية

تسعى إدارة الموارد البشرية إلى تحقيق أكبر معدل ممكن من الكفاءة في أداء الموظفين في المؤسسة. ويمكن بيان أهداف إدارة الموارد البشرية من خلال الأمور التالية:

  1. تحقيق أعلى كفاءة إنتاجية ممكنة، وذلك من خلال تخطيط احتياجات المؤسسة من الموارد البشرية كمًّا ونوعًا، باستخدام الأساليب العلمية بصفة عامة، والأساليب الإحصائية والرياضية بصفة خاصة. ويتمثل منتج المؤسسة الإفتائية في الفتاوى الصادر عنها بمختلف أشكالها وأنواعها، والبحوث والمشروعات المتعلقة بالعملية الإفتائية، ورصد كل ما له صلة بالإفتاء وأنشطته المختلفة.
  2. زيادة مستوى أداء العنصر البشرى داخل المؤسسة؛ وذلك من خلال الاهتمام بزيادة قدرة الأفراد على العمل وزيادة رغبتهم في أداء العمل، عن طريق تنمية قدراتهم بالتدريب، وتوفير مناخ العمل المناسب ماديًّا ونفسيًّا.
  3. زيادة درجة الولاء والانتماء للمؤسسة، من خلال وضع هيكل عادل للأجور والحوافز وسياسات واضحة للترقية، والاهتمام بالعلاقات الإنسانية، والعمل على تدعيمها من حين لآخر.
  4. وضع نظام موضوعي لقياس وتقييم أداء العاملين، بحيث يضمن إعطاء كل ذي حق حقه، سواء في الترقية أو المكافآت أو العلاوات الاستثنائية أو الحوافز المادية والمعنوية.
  5. ﻣﺴﺎﻋﺪة المؤسسة في تحقيق اﻟﻨﺠﺎح وتحقيق أهدافها ﻣﻦ ﺧﻼل الأفراد اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ.
  6. استمرارية الأداء في المؤسسة بكفاءة وفاعلية بواسطة الموارد البشرية.
  7. اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑين اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ المتاحة واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ.
  8. ﺗﻮﻓر اﳌﻌﺎرف وإﻛﺴﺎب وﺗﻨﻤﻴﺔ اﳌﻬﺎرات اﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻳﺔ للموارد البشرية، مع اﻟﺘﻘﻮيم اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻷدائها.
  9. تحديد ﻣﺴﺎر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ.
  10. تعزيز التنسيق بين الوظائف المتاحة والأفراد الذين يشكِّلون الموارد البشرية المناسبة.

اترك تعليقاً