البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

الخاتمة

57 views

تشهد كافة المؤسسات اليوم تحولًا كبيرًا في النهج الذي تسير به انتقالًا من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الحديثة التي تهدف إلى خدمة المستفيد أيًّا كان مع التميز في خدمته وتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة له لينعكس ذلك على المجتمع بسائر مكوناته.

ولا ريب أن المؤسسات الإفتائية تقع في مقدمة الجهات التي يؤثر تميزها الإداري إيجابيًّا في سائر مناحي الحياة؛ فكانت أولى باتباع مناهج الإدارة الحديثة لتحقيق تفردها وإبراز قيمتها.

وتطبيق نموذج «إدارة الجودة» في المؤسسات الإفتائية وبلا شك ينعكس على تحقيق السرعة والجودة والقدرة على الاستجابة لأسئلة المستفتين المتزايدة مع تطور الحياة بأبعادها المختلفة واكتساب ولائهم للمؤسسة باعتبارها مرجعًا لهم؛ وهذه الآثار الحسنة تنعكس على الفرد والمجتمع والدولة؛ فلا شك أن الفرد إذا ما شعر بالثقة في المؤسسة الإفتائية ستجده مستقرًّا فقهيًّا سواء في أعماله التعبدية أو تفاعله مع المجتمع، مما يحقق تحصين للمجتمع من أن يُختَرَق من قِبَل الفتاوى التي تهدف إلى تمزيقه؛ وحل كثير من المشاكل الاجتماعية؛ ومتى كسبت المؤسسة الإفتائية ثقة المجتمع فستقطع الطريق على كثير من ذوي الأغراض الهدامة المستهدفة لأسس الدولة المستقرة.

إن جودة الخدمة الإفتائية هي الأساس في تحقيق تطلعات المستفتين ومن ثَم كسب ثقتهم، وهذه الجودة تتعلق بنظام إدارة يرتبط باستراتيجية المؤسسة ويحتاج إلى دعم رئيسها وتهيئة مناخ العمل وثقافة المؤسسة والتركيز على المستفتي؛ فعلى المؤسسات الإفتائية أن تعمل ما في وسعها لتوفير متطلبات الجودة في العملية الإفتائية؛ وتتيقن بأن هذا المدخل الإداري صار أداة لازمة لنشر هذا الدين القويم عبر المؤسسات المعنية بنشره؛ فكان لزامًا على المتصدرين له أن يحيطوا به علمًا ويعيدوا صياغته ليتواءم مع طبيعة المؤسسات الدينية.

لقد حققت إدارة الجودة على مدى العقدين الماضيين من الزمن نجاحات باهرة ولافتة للنظر في العديد من المؤسسات العالمية، وباتت إدارة الجودة في الوقت الحاضر هي حديث الساعة في أوساط الأعمال والجامعات ومراكز البحث العلمي والشركات العالمية على اختلاف أحجامها ومجالاتها في كافة أنحاء العالم، وقد قام العديد من الكتاب والباحثين بتطوير منهج إدارة الجودة ووضع كل منهم نموذجًا خاصًّا به، وكذلك الحال بالنسبة للمؤسسات التي وضعت هي أيضًا نموذجًا خاصًّا بها.

وقد تم وضع هذا القسم من المعلمة كمرجع مُبسَّط يُساعد جميع المؤسسات الإفتائية الراغبة على تفهُّم موضوع الجودة والكيفية التي يمكن بها تطبيق ذلك المفهوم والأدوات اللازمة للتطبيق في المؤسسات الإفتائية؛ لتحقيق التميز حتى تكون هذه المؤسسات عونًا على نشر الدين الصحيح لتحقيق مراد الله سبحانه وتعالى من عباده.

والله سبحانه وتعالى نسأل أن يوفق إلى ما يرضيه عنا.

اترك تعليقاً