البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

الباب الخامس: الفتوى واجتماعيات الأسرة.

الفصل الثاني: معاملة الجيران.

90 views

ينبغي بناء العلاقات داخل المجتمع وفق القيم والمبادئ الإسلامية، ومن هذه العلاقات العلاقة مع الجيران، وهذا بدوره يساعد على بقاء الأسرة وتماسكها؛ وذلك لما للجيران من دور فَعَّال في وجود المشكلات الأسرية وفي حلها([1])، قال الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا} [النساء: 36]،

فعن ابن عمر وعائشة -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»([2])، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: «يا أبا ذر، إذا طبخت مرقةً، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك»([3])، وفي رواية له عن أبي ذرّ قال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني: «إذا طبخت مرقًا فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيتٍ من جيرانك فأصبهم منها بمعروفٍ»([4])، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن»، قيل: «من يا رسول الله؟»، قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه([5])»([6])، وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارةٌ لجارتها ولو فرسن شاةٍ»([7])، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت»([8])، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدى؟ قال: «إلى أقربهما منك بابًا»([9])، وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره»([10])، وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرًا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم»([11]).

 

([1]) ينظر: ميثاق الأسرة في الإسلام (ص162).

([2]) الحديثان متفق عليهما؛ حديث ابن عمر أخرجه البخاري (6015)، ومسلم (2625). وحديث عائشة أخرجه البخاري (6014)، ومسلم (2624).

([3]) أخرجه مسلم (2625).

([4]) السابق.

([5]) البوائق: الغوائل والشرور.

([6]) أخرجه مسلم (46).

([7]) متفق عليه؛ أخرجه البخاري (2566)، ومسلم (1030).

([8]) تقدم تخريجه.

([9]) أخرجه البخاري (2259).

([10]) أخرجه الترمذي وحسنه (1944).

([11]) أخرجه الترمذي (2507).

اترك تعليقاً