البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

المقدمة

135 views

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فإنَّ العلاقة بين الإفتاء وواقع المسلمين هو علاقة الشيء بمكوَّن من مكوناته، وركن ركين من أركانه، ذلك أن الإفتاء صناعة تتكون أولًا وبشكل رئيس من فهم النص الشريف -الكتاب والسنة- بالإضافة إلى باقي الأدلة التي عرضها علم أصول الفقه، ثم يأتي الواقع والذي يتَّصف بالتغير الطارئ على الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، فكانت دراسة هذا الواقع وفهمه من جميع جوانبه من أوجب الواجبات وآكدها.

وكما أن المؤسسات الإفتائية دورها بيان الأحكام الشرعية التي تتعلق بهذا الواقع وما يطرأ عليه من تغير، كذلك من دورها تقرير المشاكل والأزمات التي تطرأ عليه، والمشاركة بشكل فعال في مناهضة السلوكيات الخاطئة، أو مجابهة الأفكار والأطروحات الشاذة كأطروحات الإرهابيين خوارج العصر، وكذلك أطروحات الإلحاد والملحدين.

وقد برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة الإلحاد خاصة مع ظهور الفكر المتطرف والمتشدد من قبل الجماعات الإرهابية، فكان من القيام بالأمانة العلمية والدينية تجاه المسلمين زيادة الجهود في دفع هذه الأطروحات، وبيان الواقع الخاص بالإلحاد لمن يتم تأهيله للقيام بأمانة الإفتاء.

وسيكون هذا البحث قائمًا بداية على التعريف بالإلحاد، ثم التأريخ له سواء عند العرب أو عند الغرب، ثم الكلام على أنواعه، ومن خلال هذه الأنواع ننطلق إلى عرض شبهات الملحدين والتي نقسمها لشبهات عامة، وشبهات خاصة.

وقبل الولوج في بيان الإلحاد وتعريفه وتاريخه وأسبابه إلى غير ذلك مما يتضمنه هذا البحث، نقدم مقدمة حول الإفتاء، وجهود دار الإفتاء المصرية في رصد الإلحاد في السنوات الماضية.

اترك تعليقاً