البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

الفتوى والإلحاد (1)

كيف ينظر الملحد للإسلام؟

177 views

ينظر الملحد للإسلام نظرة لا تختلف كثيرًا عن الجاحدين والملاحدة الأوائل، ويمكن تلخيص هذه الرؤية فيما يلي:

1– يرى الملحد أن الإسلام اهتم بسن تشريعات لجرائم تافهة جدًّا، وترك أمورًا ضخمة لم يتعرض لها كالسحاق والاغتصاب وغيرها، مما يؤكد أن التشريعات كانت مواكبة لعصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط.

2– يرى الملحد أن الإعجاز العلمي المنسوب للقرآن لم يقصد منه الإعجاز، بدليل أن العلماء الأوائل لم يتعرضوا له، بل سبق وأن أشار لمثل ذلك الكتاب المقدس كمراحل تطور الجنين، ففي سفر (أيوب 10- 8: 13): أذكر أنك جبلتني كالطين، أفتعيدني إلى التراب؟ ألم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن؟ كسوتنى جلدًا ولحمًا فنسجتني بعظام وعصب، منحتني حياة ورحمة وحفظت عنايتك روحي.

3- ينظر الملحد أن كلام القرآن عن المشاهدات اليومية والطبيعية للأشياء كحركة النبات والليل والنهار والشمس والقمر والمطر ورفع السماء على أنها إعجاز من الخالق، مع أن أي بدوي يعيش في الصحراء يلاحظ ذلك.

4- يرى الملحد أن القرآن لم يأت بأي معجزات علمية، وكل ما في الأمر تحريف معاني بعض الآيات لتناسب التطور العلمي، كمن يظن أن الجواري الكنس هي الثقوب السوداء الموجودة في السماء، بخلاف ما أجمع عليه المفسرون من أنها النجوم أو بعض الحيوانات كالظبي التي تظهر في وقت وسرعان ما تفر مسرعة وتختفي أي تكنس، فالآية تتحدث عن حكمة ظهور النجوم والكواكب في السماء وسرعان ما تختفي أو سرعة هروب الظباء ونحوها.

5- يرى الملحد أن بعض التشريعات مقتبسة من الأقوام السابقة حتى من غير أهل الكتاب كالجزية، فقد فرضها الرومان الكفار على المسيحيين أيام عيسى كما جاء في الكتاب المقدس.

6- يرى الملحد عدم وضوح المفاهيم الأساسية للدين لدى المسلمين البسطاء وغير المسلمين كتكفير غير المسلمين وعدالة الصحابة ومكانة المرأة وحكم التماثيل الكاملة للأشخاص وتغيير المنكر وغيرها من الأمور مما أدى للاضطراب في الفهم عند كثير من الناس على اختلاف مللهم وأفهامهم.

7- يرى الملحد أن ظهور الغلظة والجفاء والتشدد على كل من يتمسك بفهم الإسلام كما جاء على لسان أغلبية العلماء المسلمين على مر العصور، علمًا بأن طبيعة هذه المعاملات لا تتعلق بتغير الزمان والمكان.

8- يرى الملحد أن اتفاق العلماء في أمور واختلافهم في أمور يدل على وجود تناقض لمصادر التشريع للإسلام من قرآن وسنة.

9- ينظر الملحد للإسلام على أنه اهتم بأمور شخصية تافهة في القرآن كانت تؤذي محمدًا كسؤال نسائه من وراء حجاب، أو انتظار الطعام حتى ينضج، أو الجلوس للكلام بعد الطعام في بيته وغيرها من الأمور التي تندرج تحت الخصوصيات والتي انتهت.

10- يعتقد ويؤمن الملحد بعدم وجود أدلة تحرم وتنهي الرق وامتلاك الجواري إلا التشدق بأنه جفف منابعهم – كما يظن الملحد-، وبدليل عنده وهو وجود الرق لأكثر من 1000 سنة بعد وفاة محمد حتى تم إلغاؤه عن طريق المنظمات الحقوقية من أقل من 100 سنة فقط.

11- لا يؤمن الملحد بربانية الإسلام لأنه بعد أكثر من 1400 سنة على ظهور الإسلام لم يصبح صاحب الأغلبية، بل ديانات شرق أسيا كالبوذية والهندوسية وغيرهما من ديانات وثنية تتفوق عليه، حتى إن الملحدين وأمثالهم ليسوا أقلية، فهم أكثر من مليار شخص.

12- يرى الملحد أن هناك تشابهًا في تشريعات الصلاة والوضوء والحج والصوم مع تشريعات أديان سماوية وأديان أخرى سبقت الإسلام، ويعتمد على تماثيل للحضارات القديمة.

13- يرى الملحد أن هناك تشابهًا في قصص القرآن مع الأساطير الآشورية وغيرها وقصص الكتاب المقدس مع بعض التغيير الطفيف.

14- يظن الملحد أن عدم وجود تفاصيل عن حياة الأمم والحضارات المذكورة في القرآن على الآثار الفرعونية وغيرها يدل على أنها من اختراع الأديان.

15- يقف الملحد على بعض التصرفات غير الأخلاقية من غلظة وعنف وتهديد في سلوك نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم للآخرين، ويستخدمها ذريعة للقول ببشرية الدين الإسلامي.

16- يرى الملحد أن الأحداث التي سبقت نزول الوحي تثبت أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الذي سعى ليكون نبيًّا، هكذا يرى الملحد.

17- يتعجب الملحد من كون بعض المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمن بالإسلام ولم يتأثروا ببلاغة القرآن، فمعظمهم دخل الإسلام بسبب أشياء أخرى، وكذلك يتساءل: ما ذنب أصحاب اللغات الأخرى الذين لا يفهمون القرآن؟ فكيف سيفهمون بلاغته؟

18- يرى الملحد أن نظرة الإسلام الاستعلائية بكونه الدين الحق يتعارض مع ضعف المسلمين الآن، فأين ظهور الإسلام على الدين كله ومع قرب قيام الساعة، وفي ظل هذا الضعف؟ هكذا يظن الملحد.

19- ينظر الملحد لعلامات الساعة الصغرى بأنها نسبية، فكثيرًا من العصور وقع فيها قتل وازدياد الفساد وليس عهد اقتتال الصحابة في الجمل وصفين من 1400 سنة ببعيد عن هذا الموضوع، فقد مات أكثر من 5% من عدد السكان المسلمين.

20- يرى الملحد أن اقتتال الصحابة وطعن بعضهم في بعض يتعارض مع كونهم الطائفة التي تمثل أفضل العصور.

21 – يرى الملحد أن تعامل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع بعض خصوصياته وانتظاره لنزول الوحي في بعض المسائل كحادثة الإفك وغيرها يطعن في نبوته.

22- يقف الملحد حائرًا تجاه عدم وجود ردود مقنعة حول ضياع بعض آيات القرآن كنحو التي أكلتها الداجن والمعروفة بنسخ التلاوة والحكم أو أسباب اختلاف القراءات القرآنية أو اختلاف بعض مشاهير الصحابة في ثبوت بعض الآيات.

23- لا توجد أدلة مقنعة عند الملحد تنفي إمكانية اختراع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهذا الدين وادِّعاءه النبوة.

24- يرى الملحد أنه لا يوجد اختلاف كبير بين الحكماء المعروفين وبين النبي محمد صلى الله عليه وسلم إن صح أصلًا ما نُسب إليه من حكمة، هكذا يرى الملحد.

25- يرد الملحد على التساؤل القائل بكيف يكون القرآن من صنع محمد ويعاتب نفسه فيه؟ الجواب: كان يبرر أخطاءه بإلقائها على السهو ويصلح هفواته بتصنع كمراجعة وتصحيح الرب له لإضفاء صورة التأديب والرعاية الربانية له.

26- تعارض عمر تاريخ البشرية والتي لا تزيد عن 20 ألف سنة مع ما ثبت يقينًا وبالتواتر من أن عمر خلق الأرض ملايين السنين.

27- يستشهد الملحد باعتراف القرآن بمعارضة قريش لسيدنا محمد واتهامه بالسحر والجنون وليس بالصادق الأمين.

28- يرى الملحد أن كثيرًا من الحروب والغزوات هجومية بدليل وقوعها في أرض الخصوم، فلو كانت دفاعية لماذا حدثت في أراضي المناطق الأخرى.

29- يرى الملحد أن الإسلام يكرر كثيرًا من المعلومات المتوارثة من الحضارات والأساطير القديمة، والتي لم يثبت العلم وجودها كوجود سبع سماوات ، أو أن الحيوانات المنوية تخرج من الظهر، وغير ذلك .

30- يظن الملحد أن مخالطة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لعدد من اليهود والنصارى مما لا يمنع من تعلمه منهم كورقة بن نوفل وسلمان وصهيب، وبحيرى، والغلامين اليهوديين لجبير بن مطعم وغيرهم.

31- يرى الملحد أن التوسع في نقد شرائع اليهود وتعاليمهم لتواجدهم بنسبة أكبر من الآخرين، وعدم التعرض بصورة لافتة لمعتقدات الهندوس والبوذية لبعدهم عن الجزيرة العربية برغم خطورتهم الأكبر.

32- يرى الملحد عدم ما ذكره القرآن من حقائق علمية مثل وجود الشهب في السماء، فقد تمكن العلم من المتابعة الدقيقة للسماء وعلى مدار عشرات السنين الماضية لم يتعرض لهم الحرس والشهب الموجودة في القرآن، ولم الحاجة للحرس أصلًا ما دامت الشهب تضرب بأمر الخالق كل من يقترب من السماء؟ ولماذا تحاول الشياطين الاقتراب من السماء وتكرر المحاولة مرارًا؟ وإذا كانت الشهب ترجم الشياطين فلماذا استطاع العلماء التنبؤ بها وحسابها؟ وكيف استطاعوا وضع المركبة روسيتا على ما يفترض أنه شهاب يرجم الجن؟

33- يرى الملحد أن القرآن الكريم نزل بأصعب لغات الأرض -العربية- لا يتقنها جيدًا إلا 1% من سكان الأرض.

34- يرى الملحد أن الغالبية العظمى من المبدعين المسلمين غير متمسكين بدينهم، فضلًا عن محاربته للشذوذ والمثلية الجنسية التي يؤمن الملحد أنها أمور لا دخل للإنسان فيها.

35- يتعجب الملحد من عدم وجود أجوبة لأمور كثيرة كمن خلق الله عز وجل؟ بل الرد المنع من التفكير فيها.

36- يرى الملحد أنه لا يوجد فصل بين الوحي وبين رأي واجتهاد سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم، كمسألة تأبير النخل، هكذا يرى الملحد.

37- يرى الملحد أن النعيم الموعود في الجنة صورته بدائية وعقيمة كان يناسب البيئة البدوية كالفاكهة وغرف الجنة والخدم وغيرها وقدمت الحضارة أضعاف أضعاف هذا النعيم وما زلنا في انتظار الأروع، هكذا يرى الملحد.

38- يرى الملحد وجود صعوبات في إقناع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للصحابة ببعض الأمور منها تقاعسهم عن الحلق والتقصير في صلح الحديبية، ومخالفة أمره في غزوة أُحد وولعهم بالغنائم وغيرها الكثير، ومنهم من خالفه بعد موته في أمور كثيرة، فضلًا عن مشاكله مع زوجاته.

39- يرى الملحد حدوث اندثار في كثير من الثوابت ورضا العلماء بذلك حاليا إلا الدواعش كقطع يد السارق ورجم الزاني واستحلال الجواري والدفاع المستميت من العلماء على محاولة عدم مناسبتها للعصر من أدلة بشرية الدين، وقريبًا سيلحق بها أي ملاحظة في المواريث وسن الزواج، هكذا يظن الملحد.

40- يرى الملحد أن هناك خلطًا شديدًا بين الإلحاد وبين نقد الإسلام كدين، ويتساءل لماذا كل من يرد على المسيء للإسلام يذكر قوانين الطبيعة ونظامها على وجود إله؟ ويظن الملحد أن كل الملل والنحل لها رؤية مختلفة عن الإله، يجب الفصل بين الطعن في الدين الإسلامي وبين إنكار الإله.

41- يرفض الملحد ربط وجود الكون بنظامه بضرورة وجود إله، يتطابق مع ضرورة إثبات من أوجد الإله، فوجود الإنسان لا يعني بالضرورة وجود إله، بل يرد الملحد على من يقول بمن خلق الكون برد وهو: ومن خلق الإله؟

42- يرى الملحد أن استخدام الكون لاستنتاج وجود الله يعني أن يقين المستخدم بوجود الكون أعلى من يقينه بوجود الله، فلا يمكن استخدام الشيء اليقيني الراسخ للاستدلال على وجود الظني المتزعزع.

43- عدم وجود كائن مثل الإنسان على الكواكب الأخرى يعني بشكل ما أنه لا يوجد خالق، فلو وجد خالق لكان بإمكانه فعل ذلك في مكان آخر وعدم تضييع هذه المساحات الشاسعة من الكون بدون استغلال.

44- يتعجب الملحد ويدندن دائمًا: ما سبب ظهور الأنبياء في الشرق الأوسط فقط؟

ويقول أيضًا: ما سر عدم ظهور أنبياء في أوروبا والأمريكتين وأستراليا والصين، والهند وغيرها من المناطق؟

ويقول أيضًا: لماذا هذه البقعة الصغيرة من العالم مزدحمة بالأنبياء وبقية مناطق العالم مهملة؟

ويضيف: لماذا كل الأنبياء من بني إسرائيل باستثناء ستة أو سبعة؟

45– لا يكتفي الملحد بحرق كل كتب التراث، فهو يعتقد أن القرآن فيه مشكلة من آيات تدعو للقتل وازدراء الآخر وصعوبات في الفهم، هكذا يرى الملحد هداه الله.

اترك تعليقاً