البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

المقدمة

58 views

إن الطبيعة التراكمية للبحث العلمي في العلوم الإنسانية بصفة عامة يجعل للمصادر العلمية أهميتها البالغة في عملية التأليف والبحث والتطوير؛ فإذا كان من المفترض أن ينطلق البحث العلمي من حيث انتهى الآخرون فإن تحديد تلك النقطة التي تمثل منطلقات التجديد والتطوير والإكمال لا يمكن تحديدها إلا من خلال الاطلاع على تلك المصادر التي دُوِّن فيها علمُ الأولين ومنتهى خبراتهم وتجاربهم، وبناء على ذلك الاطلاع وتلك الإحاطة يستطيع البحث العلمي أن يكمل مسيرته بعد أن يقرر: ماذا يحتاج؟ ومن أين يبدأ؟ وما الغاية التي ينبغي الوصول إليها؟

ونظرًا لطبيعة علم الإفتاء وخصوصيته بين العلوم الإسلامية وارتباطه بشخص المفتي وتكوينه وثقافته، ثم أحوال المستفتي وبيئته؛ كان لمصادره أهميتها الكبيرة، فمن خلالها يمكن الاطلاع على كافة المدارس الإفتائية التي اختلفت باختلاف مناهجها وسياقاتها التاريخية الزمانية؛ ونستطيع من خلالها تحديد الأسس والضوابط التي اتبعها كبار المفتين من العلماء؛ لاسيما أن الثروة الفقهية الإفتائية كبيرة جدًّا، ولم تزل جهود الاستقراء فيها بعيدة عن الغايات المأمولة، وتحتاج إلى مضاعفة الجهود البحثية والعلمية، والتي تمثل تلك المصادر بيئتها الخصبة.

ولذلك اختص ذلك القسم من “المعلمة” بمصادر الفتوى والإفتاء التراثية؛ فعرض أولًا لمصادر الإفتاء التي اهتمت بصناعة الفتوى وضوابطها وما يتعلق بها من آداب للمفتي والمستفتي وشروط للفتوى ونحو ذلك، واحتوى ثانيًا على عرض لأهم مصادر الفتاوى، والتي تمثل جانبًا تطبيقيًّا حقيقيًّا لممارسة صناعة الإفتاء، وتم تقسيم المصادر فيها بحسب المذهب الفقهي، ورتبت زمنيًّا داخل كل إطارٍ منها.

وقد اقتصرنا على إيراد المصادر المطبوعة فقط؛ وذلك لانتشارها وسهولة الرجوع إليها، وتضمنت ترجمة كل مصدر من المصادر عدة معلومات رئيسية كاسم المؤلف وسنة وفاته وطبيعة المصدر وأهم موضوعاته وقيمته العلمية؛ بحيث تعطي كل ترجمة تصورًا كافيًا للباحث والقارئ في علوم الإفتاء عن المصدر، وتساعده في اختيار المصادر التراثية التي يحتاج إلى اقتنائها أو الاطلاع عليها.

اترك تعليقاً