البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

«أجوبة وفتاوى في نوازل قرآنية معاصرة» د. سعيد بن أحمد بو عصاب

80 views

التعريف بالمؤلف:

أـ اسمه ونسبته:

هو الدكتور/ سعيد بن أحمد بو عَصَابْ، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم الشرعية بمدينة السمارة بالمملكة المغربية.

ب- نشأته ودراسته وأهم مصنفاته:

ولد الدكتور سعيد بن أحمد بو عصاب في المملكة المغربية، …

وله عدد من المصنفات المهمة منها: كتاب: “القرآن الكريم بين ترتيب النزول وترتيب المصحف، دراسة منهجية نقدية في الترتيب التاريخي والمصحفي للقرآن القرآن الكريم” طبعته الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، وكتاب: “القرآن الكريم والدعوة إلى تنمية الحس الجمالي” طبع بمطبعة ليتوغراف-طنجة، والكتاب الذي معنا “فتاوى وأجوبة في نوازل قرآنية معاصرة”، وغير ذلك من الكتب والبحوث الفقهية والفكرية والدعوية.

ج- أهم المناصب التي تولاها:

– أستاذ التعليم العالي مؤهل بكلية العلوم الشرعية بالسمارة.

– منسق لجنة القرآن الكريم وعلومه بكلية العلوم الشرعية بالسمارة.

– عضو مجلس كلية العلوم الشرعية بالسمارة- وعضو اللجنة البيداغوجية بنفس الكلية.

التعريف بالكتاب وموضوعاته:

  • كتاب «أجوبة وفتاوى في نوازل قرآنية معاصرة»([1])عبارة

عن مُصنَّفٍ استقرائي في الفتاوى المعاصرة، جمع فيه المؤلف عددًا كبيرًا من الفتاوى المعاصرة التي لها تعلُّق بالقرآن الكريم، ورتبها وهذبها وعلَّق عليها.

 

  • ويشتمل كتاب «أجوبة وفتاوى في نوازل قرآنية معاصرة»

على مجموعة من الفتاوى المنتقاة والمستلَّة من بطون كتب الفتاوى والفقه التراثية والمعاصرة، وقد بدأ المؤلف كتابه بمقدمة اشتملت على تمهيدٍ بيَّن فيه بعض المفاهيم المتعلقة بموضوع الكتاب وعنوانه، ثم أورد مجموعة من مصادر الفتاوى والأجوبة والنوازل والأحكام المتعلقة بالقرآن الكريم، ثم حصر أهم النوازل المعاصرة الواردة في هذه الفتاوى والأجوبة، ثم وضحَّ أهمية معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بتلك النوازل، وبعد ذلك قدم توطئة عن نوازل القراءات القرآنية.

وبعد هذه المقدمة، شرع المؤلف في بيان الأحكام المتعلقة بالقرآن الكريم؛ مثل حكم قراءة القرآن للحائض وقراءة القرآن من الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية، وحكم قراءته بالمقامات الموسيقية، وحكم المساجلة بآيات القرآن، وحكم كتابة آياته بالأحرف المختلفة كأحرف اللغة اللاتينية، وحكم اقتباس بعض آياته في الدعايات التجارية، وغير ذلك من المسائل المتنوعة.

القيمة العلمية للكتاب:

يعتبر كتاب «أجوبة وفتاوى في نوازل قرآنية معاصرة» مرجعًا مهمًّا في تحرير ما يتعلق بالقرآن الكريم من فتاوى وأحكام لكبار فقهاء الأمة بما يُرجَع إليها في نوازله وقضاياه.

وتبرز القيمة العلمية لهذا الكتاب في جمعه للفتاوى الخاصة بأحكام القرآن الكريم من شتى المصادر كالكتب والصحف والمجلات في كتاب واحد ليسهل مطالعتها، مع مزيد من الترتيب والتنسيق والتعليق، كما أن من ضمن ما يميز هذا الكتاب أنه اهتم فقط بالفتاوى الحادثة والمعاصرة التي لها تعلُّق بالقرآن الكريم، ويتميز الكتاب بعزو الآراء والفتاوى لأصحابها ومصادرها الموثقة، تحقيقًا للأمانة العلمية، وكانت الدقة في اختيار الفترة الزمنية لحصر تلك الفتاوى من الأمور المميزة للكتاب أيضًا؛ حيث أورد المؤلف فيه أغلب المسائل المثارة في المائة سنة الأخيرة فقط؛ ذلك أن تلك الفترة هي التي شهدت الانفجار العظيم في التكنولوجيا والاختراعات الحديثة، كما أن الفتاوى المنقولة في هذا الكتاب قد روعي فيها اتفاق أرباب المذاهب الإسلامية المشهورة إلا في النزر القليل منها.

ونظرًا لعناية علماء الإسلام بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم من مسائل وقضايا وأحكام؛ فقد تصدَّروا لبيان الأحكام الشرعية في القضايا المعاصرة ذات الصلة بالقرآن الكريم، سواء في قراءته عن طريق المذياع والأشرطة، أم التعامل معه عن طريق الهاتف والإنترنت والكمبيوتر، أم الاستعانة به في الفن والتمثيل والرسم والأغراض التجارية، ورصدوا ما دار حوله مؤخرًا من شواذ التفسيرات والتأويلات الفاسدة؛ فأصدروا الفتاوى الشرعية لكل ذلك، غير أن هذه الفتاوى جاءت متفرقةً في الرسائل والأرشيفات والقنوات والإنترنت ونحو ذلك، فاشتدت الحاجة إلى جمعها وتوثيقها والعناية بها لإخراجها في كتاب جامع محقق، فخرج هذا الكتاب الماتع المهم في بابه، فجمع المؤلفُ الفتاوى المتعلقة بالمسائل المعاصرة ذات الصلة بالقرآن الكريم من مظانِّها التي ذكرناها، ووثقها وحققها وعلَّق عليها ليخرج الكتاب في أبهى حُلَّةٍ وأكمل صورةٍ.

نماذج من فتاوى الكتاب:

1ـ سُئل الشيخ محمد الخضر حسين -شيخ الأزهر الشريف سابقًا- عن حكم كتابة القرآن الكريم باللفظ العربي والحروف الفرنسية، حيث طلب بعض الفرنسيين من السائل أن يكتب له الآيات القرآنية بألفاظها العربية لكن بحروف فرنسية مكان العربية، ليسهل عليه قراءتها وحفظها نظرًا لصعوبة إيجاد من يلقِّنه القرآن مشافهةً، فاستفتى السائلُ الشيخَ الخضر حسين عن حكم ذلك فأجابه:

“إن القرآن الكريم يشتمل على حروف لا توجد أصلًا في القلم الفرنسي أشكالٌ تدلُّ عليها؛ مثل ح، خ، ذ، ث، ص، ض، ع، غ، ق، ط، ظ، فالآيات التي تضمنت هذه الحروف يمنع كتابتها بالحرف الفرنسي قطعًا؛ لأن الكاتب إما أن يتركها أصلًا لعدم وجود ما يدل على حقيقة نطقها من مخارجها الصحيحة في القلم الفرنسي، وإما أن يكتب ما يدل على غيرها فيختل المعنى، لأنهم سينطقون الصاد سينًا والظاءَ زايًا والعينَ همزةً والحاءَ هاءًا وهكذا، فهذا الحذف أو التبديل أو النقص لا يجوز في القرآن بحال، نعم لو توفَّر لهم وضع أشكال باصطلاح جديد يكون وافيًا بالحروف العربية كاملة بنطقها ومخارجها الصحيحة لجازت كتابتها بها ما دامت ستؤدي إلى النطق العربي الصحيح نظرًا للضرورة التي تضمنها السؤال من حال هؤلاء الناس، كما أننا لو افترضنا أن آية من القرآن لا تشتمل على حرف من هذه الحروف غير الموجودة في القلم الفرنسي لقلنا بجواز كتابتها بها، وإلى هذا يشير الإمام القرافي بقوله: “فلو كتبت الآيات بالعبري جاز مس هذا المصحف المكتوب للمحدِث؛ لكون ما فيه ليس قرآنًا وإنما تفسير للقرآن”” ([2]).

2- سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية عن حكم استعمال آيات القرآن في الدعاية التجارية؛ حيث توجد علب ألبان كتب عليها: ﴿لَّبَنًا خَالِصٗا سَآئِغٗا لِّلشَّٰرِبِينَ٦٦﴾، ومعلومٌ أن مصير هذه العلب بعد تفريغها من اللبن رميُها في المزابل ونحوها، فما حكم ما يفعله هؤلاء لننبههم؟

فأجابت اللجنة: “إن هؤلاء لا يقصدون حكاية هذه الآيات والنصوص على أنها قرآن أو أحاديث، ولذلك لا يقولون قبلها: قال الله تعالى، أو: قال النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يأخذونها استحسانًا لها لمناسبتها لما يقومون به، مما قصدوا استعمالها فيه، بجعلها في لافتة أو على عبوّة، وهذا يسمى اقتباسًا عند علماء البديع، فخرج بذلك عن كونه قرآنًا، وإنما أُخِذَ من أصله ليُجمِّلوا به الكلام نظمًا أو نثرًا، فلا يأخذ حكم القرآن من تحريم حمله أو مسه لغير المتطهر، أو تحريم النطق به على من كان جنبًا، ولكن لا يليق بالمسلم أن يقتبس شيئًا من القرآن لأغراض دنيئة، أو يجعله دعايةً لصناعةٍ أو تجارةٍ أو مهنةٍ، لما في ذلك من الامتهان وعدم المناسبة لقداسته، وأما رمي الأغراض المكتوب عليها هذه النصوص في القذارات فلا يجوز؛ لأن الامتهان واضح فيه لا محالة، بل إنه إنْ تعمَّد امتهان القرآن بفعل ذلك كان فعلُه هذا كفرًا، وبالله التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم”([3]).

3- سئل الشيخ حسن مأمون -رحمه الله تعالى- عن حكم إحضار الراديو إلى المسجد يوم الجمعة لتشغيل سورة الكهف عليه وتوصيله بالمكبر، هل هذا جائز أم لا؟

فأجاب: “إنه يستحب لمن يحضر إلى المسجد قبل الجمعة أن ينشغل بالصلاة والذكر والدعاء، كما أنه يستحب له أن يقرأ سورة الكهف للآثار الواردة في ذلك، والظاهر أن هذه الآثار كانت السبب فيما يفعله المسلمون اليوم من مثل ما تسأل عنه، حيث يكون في المسجد قارئ يقرأ سورة الكهف بصوت عالٍ يسمعه مَن في المسجد، وعليه فإن المذياع يأخذ حكم هذا القارئ لأنه لا فرق بينهما، بل ربما كان السماع من المذياع أوفى وأكثر فائدةً، حيث التمكُّن من فن التجويد وأحكام القراءة مع حسن الأداء، والله أعلم”([4]).

 

 

 

([1]) أجوبة وفتاوى في نوازل قرآنية معاصرة، للدكتور/ سعيد بن أحمد بو عَصَابْ، دار الكلمة للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 2019م، والكتاب يقع في (174) صفحة.

([2]) المرجع السابق، (ص69، 70).

([3]) المرجع السابق، (ص102، 103).

([4]) المرجع السابق، (ص125،124).

اترك تعليقاً