البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

ثانيًا: كتب النوازل

"نوازل الضيافة" محمد بن إبراهيم الحمد

154 views

التعريف بالمؤلف:

أ- اسمه ونسبته:

هو الدكتور/ محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، ولد في محافظة الزلفي بالرياض عام 1385هـ

ب- نشأته ودراسته وأهم مصنفاته:

درس الشيخ الابتدائية في مدرسة القدس، ثم انتقل إلى المدرسة المحمدية وتخرج فيها، ثم درس المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي في الزلفي، ثم التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية وتخرج منها عام 1409/1410هـ ثم التحق بقسم العقيدة بجامعة أم درمان الإسلامية في السودان، وحصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز في كتاب الإيمان بالقضاء والقدر، ثم قدم رسالة الدكتوراه في الجامعة المذكورة في كتاب القصيدة التائية في القدر لابن تيمية دراسة وتحقيق وشرح. ولمحمد بن إبراهيم الحمد مجموعة من المؤلفات تبلغ 85 مؤلفا، ومنها: “التوبة وظيفة العمر”، “الطريق إلى الإسلام” وقد ترجم إلى تسع لغات، بالإضافة إلى عدد من الكتب تدرس في عدد من الكليات مثل: “الإيمان بالقضاء والقدر”، “ورسائل في الأديان والمذاهب والفرق.”

كما أقام عددًا من الدروس والدورات العلمية والاجتماعية سواء المباشرة، أو التي تبث عن طريق إذاعة القرآن الكريم بالمملكة.

وله مشاركات عديدة في الصحف والمجلات.

ج- أهم المناصب التي تولاها:

عين مدرسا بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في محافظة الغاط، ثم انتقل إلى المعهد العلمي بمحافظة الزلفي عام 1413هـ، وأصبح وكيلًا للمعهد، ثم رجع إلى التدريس 1418هـ، بعد ذلك طلب من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم التي أصبحت فيما بعد جامعة القصيم ليصبح من أعضاء هيئة التدريس بقسم العقيدة بكلية الشريعة وأصول الدين.

التعريف بالكتاب وموضوعاته:

  • كتاب “نوازل الضيافة”([1]) عبارة عن تناول لمسائل الضيافة وما يتعلق بها، وتحديدًا ما استجد من أمور الضيافة في العصر الحديث من أصول وواجبات وآداب، وما يطرأ فيما يخص الضيف والمضيف.
  • والكتاب يتكون من مجموعة من المسائل المتعلقة بأحكام الضيافة تتراوح بين الطول والقصر بحسب حجم المسألة والتناول الفقهي لها. وتم ربط تلك المسائل بعناوين مختصرة يذكر في كل منها الأدلة والأقوال والشواهد والآثار والأشعار التي تتعلق بالمسألة محل البحث، وفي إطار ذلك يطرح ما يستجد من الأحوال مما هو مناسب لعنوان المسألة.

وقبل استعراض المسائل صدر المؤلف كتابه بتمهيد ومدخل تكلم فيه عن منزلة الضيافة وإكرام الضيف عند العرب وفي الإسلام، ثم بدأ في ذكر مسائل الكتاب وكان أولها مسألة في مفهوم الضيافة، وتلتها المسائل تباعًا تختلف في الطول والقصر إلى آخر مسائل الكتاب رقم (52) وهي مسألة “غرائب الناس في الضيافة” ثم أنهى الكتاب بخاتمة قصيرة تلاها فهرس الموضوعات.

القيمة العلمية للكتاب:

حازت الضيافة على اهتمام الكثير من العلماء فذكروها في تصانيف الآداب الشرعية والفقهية أيضا، وبعضهم أفرد لها تصانيف، وتأتي أهمية الكتاب من حيث إنه استكمال لذلك الاهتمام.

كما أن المصنف حاول تأصيل مسائل الكتاب من الجانب الشرعي ومن الجانب العرفي أيضًا، فتناول التأصيل الشرعي من خلال بيان المرجع للمسائل من الكتاب والسنة، أما الجانب العرفي فعزاه المصنف للنظائر العرفية القديمة خصوصًا ما كان معروفًا عند العرب الأوائل لما عرف عنهم من كرم الضيافة([2]).

كما أن المصنف رمى إلى اختصار ما يمكن اختصاره عند تداخل المسائل، فأجمل الكلام في موضع، وفصله في موضع آخر في كل ما تداخل من المسائل طلبًا للاختصار وطردًا للملل، مما ساعد في تركيز المادة العلمية وحسن الاستفادة منها.

كما أن مقصود الكتاب في ذكر نوازل الضيافة كان بيت القصيد من الكتاب، ولعله موضوع لم يطرق إليه كثيرا قبل هذا المصنف، فكان له سبق جيد فيه.

نماذج من فتاوى الكتاب:

1- قال الدكتور الحمد في نوازل حضور الضيف: “وقد دأب كثير من الضيوف على التأخر عن المجيء بلا عذر حقيقي؛ فقد يُدعَى الواحد من هؤلاء إلى ضيافةٍ لمناسبةٍ ما، ويُحدد له موعد الحضور، ويوافق عليه، بل قد يكون ممن دُعِي الناس على شرفه هو أصلًا، ثم تراه يتأخر عن الموعد بلا عذر وربما بلغ تأخرُه مدةً طويلةً، وما ذلك إلا لقلة اهتمامه وعدم تقديره لأوقات الناس، مما يترتب عليه تأخير الناس كثيرًا عن أعمالهم وحوائجهم، وإيقاع صاحب الضافة في حرج، وربما يؤثر ذلك على الطعام المصنوع فتصيبه البرودة وتنقص لذته، وربما يحمل ذلك الناس على عدم حضور المناسبات التي يكون ذلك الشخص ضيفًا فيها، لما اشتُهر عنه من تأخره.

فاللائق بالضيف أن يراعي كل هذه الأمور، وأن ينأى بنفسه عن تعريض الناس به وزرايتهم عليه”([3]).

2- قال محمد بن إبراهيم الحمد في ما يفعله الناس في المصافحة: “مراعاة الذوق العام في مصافحة الحاضرين: ومن ذلك ألا يبدأ بمصافحتهم إذا جاء متأخرًا والحديثُ المتصل، والمجلس مكتظ بالحضور فإن ذلك يقطع عليهم حديثهم… ومن تلك الآفات أن بعضهم إذا دخل مجلس الضيافة خصوصا في مناسبات الزواج وهو يريد السلام على من في المنصة لم يراع من يريدون السلام قبله، فتراه يأتي متأخرا ويتقدم عليهم في السلام ومقابل ذلك ما يفعله بعض الثقلاء الجفاة ممن إذا صافحوا أحدا قبضوا على يده بشدة مؤذية مضرة، مما يجعل المصافح يشعر بالألم الشديد، وربما صرخ من شدة القبضة”([4]).

3- قال الدكتور الحمد في نوازل الجلوس في المجالس: “الجلوس في المكان اللائق؛ فلا يليق بإنسان صغير في السن، أو القدر، أو المكانة – أن يتخطى الناس حال تقديمهم إلى مجلس الطعام؛ فيجلس في مكان مخصص لأكابر الضيوف؛ فان ذلك يزري به، ويحط من قدره. وكذلك لا ينبغي لضيف ذي مكانة أن يتأخر، ويتباطأ كثيرا؛ فيوقع المضيف، في الحرج؛ حيث يريد المضيف إجلاسه في مكان يليق به، وهو يتأخر عن المجيء، فيجد المكان الذي أعد له قد جلس فيه، فيحار المضيف هل يقيم من جلس فيه؟ أو أن يجلس الضيف الكبير في مكان لا يليق به؟ فالذي ينبغي للضيف أن يلين بيد مضيفه، وأن ينزل على حكمه”([5]).

4- قال الدكتور الحمد في هدايا الضيافة: “والهدية من محاسن الضيافة؛ فيحسن بالضيف القادم من مكان بعيد أن يجلب معه هدية لمن يضيّفه، يعبر له بذلك عن محبته، ويجمُل به أن يراعي فيها ما يلائم الذوق واللطافة، مما يناسب الحال والمقام، فهذا يجعل زيارته باقيةً في ذاكرة أهل البيت، ولا سيَّما لو أضاف إليها ما يفرح به الأطفال وأهل البيت.

كما يحسن بالمضيف الذي يأتي أحد من أحبابه إلى زيارته أن يعطيه هديةً قبل مغادرته المنزل، وإن كانت ثقيلةً فيجمُل به أن يحملها عنه ويوصلها إلى مركبه أو سيارته فذلك من الأدب.

ويستحب له أن يُمهِر له الهدية بمكتوبٍ يذكّره بالزيارة، كأن يكتب اسمه وتاريخ الزيارة ومكانها، أو نحو ذلك من التفصيلات التي تذكره به”([6]).

 

 

 

 

 

([1]) نوازل الضيافة، لمحمد بن إبراهيم الحمد، دار الحضارة، الرياض، الطبعة الأولى، 2018م، والكتاب يقع في (245) صفحة.

([2]) ينظر: المرجع السابق، (ص 5).

([3]) المرجع السابق، (ص 99).

([4]) المرجع السابق، (ص 141).

([5]) المرجع السابق، (ص 182).

([6]) المرجع السابق، (ص 204، 205).

اترك تعليقاً