البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

الخاتمة

135 views

إن الحضارة الإسلامية بما تحويه من تراث كانت وما زالت شعاع نور يضيء ما حوله، ويستقي منه كل من يشدو التجديد والإبداع ومسايرة العصر، والتراث الفقهي والأصولي يُعد أحد أهم مساقات النور في هذه الحضارة المبدعة، ولا زال علماء الشريعة ينظرون عند كل نازلة فقهية وحالة عصرية إلى التراث الشرعي ينهلون منه ويقيسون عليه ويجددون النظر من خلاله وفي إطاره؛ لتنبني خبرةٌ حضاريةٌ على أخرى، ويساير هذا الدين كل العصور فإنه صالح لكل زمان ومكان بما يؤسس له من أصول وأخلاق وفقه.

وأصول الفقه علم يُفيد منه كل من يستنبط الأحكام من النصوص والألفاظ، ولكنه بابٌ أبيٌّ على التجديد؛ وكل من رام التجديد فيه فإنما جدد في الصورة لا في المضمون؛ فإن هذا العلم هو أساس فقه الأحكام؛ وتغيير شيء من الأساس بعيد المنال؛ إنما التغيير والتجديد يكون في الفروع.

ولكن على كل حالٍ فإن هذا لا يعني الجمود على الأصول؛ فإن ديننا الإسلامي دائمًا وأبدًا ضد الجمود على شيء يتعلق بالفروع العملية؛ ولكن التجديد في أصول الفقه له سياق آخر غير التجديد في الفروع؛ فإن التجديد في أصول الفقه طريقه هضم القديم والنظر في الأمور التي تتغير بتغير الزمان ثم البناء عليه للعرض بطريقة تناسب الزمان، ومن هنا كان هذا المجلد من «المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية» التي نظرت في مباحث الإفتاء كما عرضها الأصوليون الأوائل، واستقرأها ليُخرِجَ منها الأمور المتغيرة بتغير الزمان، ثم قاس على طريقتهم في التفكير والتناول والعرض؛ ليخرج بنظر معاصر لهذه المباحث يناسب روح عصرنا هذا؛ فاللهم انفع بهذا العمل ووفق «المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية» إلى أهدافها في خدمة الفتوى والإفتاء.

 

اترك تعليقاً