البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

تمهيد

60 views

إنَّ موضوع تعدد الروايات والأقوال ليس خاصًّا بالمذهب المالكي، فكل المذاهب الفقهية الإسلامية فيها أقوال وروايات متعددة، فمثلًا في المذهب الحنبلي نجد كتاب «الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف» للشيخ علاء الدين علي بن سليمان المرداوي (ت 885ه) استعرض فيه الروايات والوجوه داخل المذهب الحنبلي، ويذكر من اختار كل وجه أو رواية من أئمة المذهب، وخصَّصَ الشيخ ابن بدران الدمشقي (ت 1346هـ) في كتابه «المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل» فقراتٍ في كيفية الترجيح بين الأقوال والروايات في ذلك المذهب.

ونجد في المذهب الحنفي «رسالة عقود رسم المفتي» للعلامة الفقيه محمد أمين الشهير بابن عابدين (ت 1252هـ) بيَّن فيها تعدد الأقوال والروايات في المذهب الحنفي وطرق الترجيح بينها، لكن مصطلحات الأقوال والروايات تختلف تسميتها عما هو معروف عند فقهاء المذهب المالكي، فعند الحنفية: الأقوى والقوي والضعيف وظاهر الرواية وظاهر المذهب والرواية النادرة. وعند المالكية: المتفق عليه والراجح والمشهور والمساوي لمقابله والشاذ والضعيف.

غير أننا نستطيع أن نقول: إن المذهب المالكي أكثر المذاهب اختلافًا وأكبرها ثراءً من حيث ما فيه من الروايات والأقوال.

وما نستعرضه من مباحث حول هذا الموضوع وإن كانت مصطلحاته مأخوذة من المذهب المالكي فإن مضمونه لا يبتعد عما هو مقرر في المذاهب الفقهية الأخرى، وذلك راجع إلى وحدة المصدر، وإلى طريقة النشوء والتطور التي مرَّ بها كل مذهب فقهي.

 

 

اترك تعليقاً